تقرير إسرائيلي : نقل نفايات ومخلفات بناء من داخل إسرائيل إلى غزة
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بوجود تحركات لنقل كميات ضخمة من النفايات ومخلّفات البناء من داخل إسرائيل إلى قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا حول نوايا الاحتلال الإسرائيلي تجاه القطاع المحاصر، خاصة في ظل ما تشهده غزة من دمار واسع بعد الحرب الأخيرة.
وبحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، فإن هناك توقعات بإدخال معدات إضافية من مصر إلى غزة اليوم، بالتزامن مع استمرار دخول الشاحنات الإسرائيلية التي تحمل نفايات ومخلفات البناء إلى القطاع عبر معبر “كيسوفيم”، وأظهرت مقاطع مصوّرة قيام تلك الشاحنات بتفريغ حمولتها داخل مناطق مدمرة في غزة، ما أدى إلى تراكم كميات هائلة من القمامة ومخلفات الأنقاض في المناطق الحدودية.
وكشفت صحيفة هآرتس في تقريرها الصادر اليوم الأحد، أن الشاحنات تتوغّل لمسافات تتراوح بين 200 و300 متر داخل أراضي غزة، وتلقي ما تحمله من نفايات ومخلفات بشكل عشوائي على أطراف الطرقات، ثم تعود إلى إسرائيل لتُعاد تعبئتها مجددًا بنفايات جديدة، قبل أن تعود مرة أخرى إلى القطاع، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المشهد يتكرر يوميًا، مما حول أجزاء من شمال ووسط غزة إلى ما يشبه “مكبًا مفتوحًا للنفايات”.
من جانبهم، اعترف عدد من الضباط الإسرائيليين بأن القرار تم اتخاذه ميدانيًا دون تنسيق سياسي رسمي، بهدف “تسوية المناطق المدمرة بالنفايات ومخلفات البناء” بحجة تسهيل تحركات الجيش في المستقبل، غير أن محللين رأوا في هذا السلوك محاولة إسرائيلية لتحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للعيش من خلال الإضرار المتعمد بالبيئة والبنية التحتية.
وفي الوقت نفسه، يواصل الهلال الأحمر المصري إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث دفعت القاهرة بأكثر من 400 شاحنة تحمل نحو 10 آلاف طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، في محاولة للتخفيف من معاناة المدنيين وسط ظروف قاسية وانقطاع واسع للخدمات الأساسية.
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه التحذيرات من أزمة بيئية حادة تهدد سكان غزة بسبب تراكم النفايات ومخلفات الحرب، حيث تتخوف المنظمات الإنسانية من انتشار الأمراض والأوبئة مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل ضعف إمكانيات البلديات المحلية وتوقف معظم محطات المعالجة عن العمل.
ويرى مراقبون أن استمرار نقل النفايات من إسرائيل إلى غزة يمثل خرقًا للقوانين الدولية المتعلقة بحماية البيئة في مناطق النزاع، ويكشف عن سياسة جديدة من الاحتلال تهدف إلى إغراق القطاع في الأزمات بعد الحرب.
